بإشراف السيد عميد كلية الصيدلة الأستاذ المساعد الدكتورسرمد هاشم الخطيب المحترم، أقامت وحدة التعليم المستمر في كلية الصيدلة/ جامعة بغداد، بالتعاون مع وزارة الصحة/دائرة الصحة العامة، ورشة عمل حضورية حول المقاومة البكتيرية للمضادات الحيوية، ألقاها الأستاذ المساعد الدكتور علي عزيز علي التدريسي في فرع الصيدلة السريرية، وضيفتنا الصيدلانية رنا عبد المهدي ناهي، رئيسة وحدة المقاومة الميكروبية في دائرة الصحة العامة/ وزارة الصحة في يوم الإثنين 27/11/2023م. تضمنت الورشة محاضرتين، المحاضرة الأولى ركزت على الإجراءات المتبعة من قبل وزارة الصحة للسيطرة على المقاومة الميكروبية ومالها من خطر على حياة المرضى نتيجة إصابتهم بالبكتيريا المقاومة للعديد من المضادات الحيوية. حيث أن الحل يكمن في السيطرة على صرف هذه المضادات وخاصة في الصيدليات الأهلية بحيث لايسمح بصرفها لغير الإصابات البكتيرية وليست الفايروسية وتقنينها بحيث لايستطيع المريض طلبها بدون إستشارة ذوي الإختصاص، حيث أن استعمالها بدون الدواعي الصحيحة لها تسبب نشوء بكتيريا مقاومة للمضادات الحياتية المتوفرة حالياً. وأكد المحاضر على الدور المهم للتعاون بين الوزارات المعنية من أجل التقليل من الإستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية سواء للإنسان أو للحيوان حيث ثبت إستخدام المضادات الحيوية كهرمونات نمو للحيوانات والدواجن، والتي أدت الى تفاقم ظهور سلالات بكتيرية مقاومة. تضمنت المحاضرة الثانية التي ألقتها مسؤولة شعبة المضادات الميكروبية في وزارة الصحة والمسؤولة عن إنشاء وحدات رصد للبكتيريا المقاومة في المستشفيات العراقية والتي وصل عددها لى 80 مستشفى حكومي في عموم القطر، حيث يتم إرسال نتائج الزرعات البكتيرية لوحدة الرصد المركزية في الوزارة ويتم تحليل النتائج وإعداد تقارير على مستوى القطر تضم أنواع البكتيريا ودرجة مقاومتها للمضادات المستعملة في الفحص. وتعد التقارير التي انجزت في سنوات 2020و2021 و 2022 رصينة بشهادة منظمة الصحة العالمية التي زودت الوزارة بالنظام الخاص بإرسال هذه التقارير عن طريق الحسابات الالكترونية WHONET. وهذا النظام يساعد الوزارة على رصد البكتيريا المنتشرة في مستشفياتنا ونوع المضادات التي تعمل او لاتعمل ضدها وبالتالي تصب في مصلحة المريض من خلال مساعدة الأطباء بتحديد المضادات الحيوية المناسبة للقضاء على هكذا بكتيريا مقاومة. وتم في ختام الورشة التشديد على مبدأ الصحة الواحدة المشتركة بين الإنسان والحيوان والنبات والطبيعة وأن أي فرط في إستخدام المضادات الحيوية سوف يضر بالصحة العامة للإنسان وقد يرجعنا الى عصر ماقبل إكتشاف البنسلين حيث كانت الأوبئة البكتيرية تفتك بالناس وتقتل الملايين. والترحيب بالتعاون بين الوزارات المعنية مثل الصحة والزراعة والبيئة، بالإضافة الى توجيه الاهتمام لتدريس موضوع مقاومة المضادات الميكروبية لطلاب كليات المجموعة الطبية لما له اهمية قصوى حسب توجيهات منظمة الصحة العالمية.