ناقشت كلية الصيدلة رسالة الماجستير الموسومة “تحضير وتقييم حيوي داخل الجسم وخارجه لبيجيل بيتا سيتوستيرول الفموي”، للطالب ضياء نوري محمود و مشرفه الأستاذ المساعد الدكتورة حنان جلال نعوم في فرع الصيدلانيات. هدفت الدراسة إلى تصنيع وتقييم نظام هلام ثنائي الطور فموي مبتكر يتميز بسهولة الإستخدام ، بهدف توصيل مادة بيتا-سيتوستيرول بفعالية، مع التركيز على علاج حالات العدوى والإلتهابات في تجويف الفم. يسعى هذا النهج إلى تجاوز العيوب المرتبطة بالمراهم المتوفرة حالياً، والتي تتسم بملمس دهني يسبب شعوراً بعدم الراحة لدى المرضى. وقد ركزت الدراسة على تصميم تركيبة توفر ثباتاً محسّناً، وتتمتع بقبول أعلى من قبل المرضى، مما يساهم في تعزيز الفعالية العلاجية بشكل أكثر كفاءة.تضمنت الدراسة تحضير وتقييم 36 تركيبة من الهلام الدهني تحتوي على بيتا-سيتوستيرول، إلى جانب مجموعة من المواد المساعدة، بما في ذلك سوربيتان أحادي ستيرات (سبان 60)، وزيوت سائلة مثل زيت الزيتون، وزيت فول الصويا، وحمض الأوليك، بالإضافة إلى الجلسرين وبوليسوربات 20 (توين 20). خضعت هذه التركيبات لتقييم شامل شمل دراسة إنتقال الهلام إلى سائل غروي والعكس، إختبار قابلية الإنتشار، سعة ربط الزيت (OBC%)، قياس درجة الحموضة، المظهر الخارجي، وتقدير محتوى الدواء، إلى جانب دراسات التحرر الدوائي في المختبر. أظهرت نتائج التقييم أن تركيبي F5 وF7 كانا الأفضل من حيث الأداء، مما جعلهما مرشحين للدمج في أنظمة هلام ثنائي الطور. تم إخضاع هذه التركيبات أيضاً لإختبارات إضافية لتقييم اللزوجة، قوة الإلتصاق المخاطي، التصوير بالمجهر الإلكتروني المسحي بالإنبعاث الميداني (FESEM)، تحليل طيف الأشعة تحت الحمراء لتحويل فورييه (FTIR) ، وتحليل الملمس. تم أيضاً تحضير 12 تركيبة من الهلام المائي بإستخدام هيدروكسي بروبيل ميثيل سليلوز (HPMC) أو ميثيل سليلوز (MC) مذاب في الماء المقطر. خضعت هذه التركيبات لتقييم شامل شمل إختبار الإنتشار، درجة الحموضة، المظهر الخارجي، واللزوجة. وخلصت النتائج إلى أن H6 وH11 كانتا الأفضل أداءً بين التركيبات المائية. بناءً على هذه النتائج، تم دمج أفضل تركيبات الهلام الدهني F5 وF7 مع أفضل تركيبات الهلام المائي H6 و H11 بنسب مختلفة، ما أدى إلى تكوين أربع تركيبات من الهلام ثنائي الطور ( B1, B2, B3, B4) خضعت هذه التركيبات النهائية لتقييم متكامل شمل إنتقال الهلام إلى سائل غروي والعكس، إختبار قابلية الإنتشار، نسبة الزيت المرتبط، درجة الحموضة، المظهر الخارجي، محتوى الدواء، ودراسات التحرر الدوائي في المختبر.أظهرت النتائج أن تركيبي الهلام ثنائي الطور B1 (H6+F5) وB2 (H6+F7) حققا أفضل أداء من بين التركيبات المدروسة. حيث سجل تركيب B1 درجة حرارة تبلور بلغت 34.71 ± 0.84 درجة مئوية، وقابلية إنتشار بلغت 7.04 ± 0.17 سم، مع محتوى دوائي بنسبة 99.9 ± 0.04٪، ولزوجة تراوحت بين 40,000 و5,000 مللي باسكال•ثانية. كما أظهر تحرراً دوائياً كاملًا (100%) خلال 90 دقيقة في الإختبارات المخبرية. أما تركيب B2، فقد سجل درجة حرارة تبلور بلغت 34.98 ± 0.85 درجة مئوية، وقابلية إنتشار بلغت 7.021 ± 0.01 سم، مع محتوى دوائي بنسبة 99.97 ± 0.03٪، ولزوجة تراوحت بين 45,000 و5,000 مللي باسكال•ثانية، محققاً تحرراً دوائياً كاملًا (100%) خلال 120 دقيقة في التجارب المخبرية. أظهرت كلا التركيبتين خصائص فيزيائية ووظيفية محسّنة، حيث تفوقتا في إختبارات اللزوجة، قوة الإلتصاق المخاطي، والتصوير بالمجهر الإلكتروني المسحي بالإنبعاث الميداني (FESEM). كما أكدت التحاليل بإستخدام طيف الأشعة تحت الحمراء لتحويل فورييه (FTIR) والمظهر الخارجي، بالإضافة إلى تقييم النشاط المضاد للميكروبات، وقياسات السعرات الحرارية التفاضلية (DSC) ، وفحوصات حيود الأشعة السينية (XRD) ، أن التركيبتين تتمتعان بثبات عالٍ وخصائص بنيوية ملائمة. كما أظهرا كلا التركيبين B1 وB2 خصائص صديقة للمريض، مع تحسين في القبول والراحة عند الإستخدام مقارنةً بمرهم بيتا-سيتوستيرول التجاري المتاح حالياً، مما يجعلهما بديلين واعدين لعلاج الإلتهابات والعدوى في تجويف الفم. أوصت الدراسة بضرورة إجراء دراسات سريرية شاملة للتحقق من فعالية وسلامة تركيبات بيتا-سيتوستيرول الهلامية ثنائية الطور المُطورة، وذلك لعلاج أمراض الفم المحددة لدى البشر. تأتي هذه التوصية استناداً إلى النتائج الإيجابية التي حققتها الدراسات ما قبل السريرية، بهدف التأكد من كفاءة هذه التركيبات في البيئات السريرية وضمان توافقها مع معايير الأمان والإستخدام طويل الأمد.
