ناقشت كلية الصيدلة في جامعة بغداد رسالة الماجستير الموسومة “تقييم التأثيرات العلاجية لمستخلص نبات فرشاة الزجاج العراقي على ﺇلتهاب المفاصل الرثوي المُحرض بالكولاجين في الجرذان”، للطالب لؤي محمد خضير ومشرفه الأستاذ الدكتور شهاب حطاب مطلك في فرع الأدوية والسُموم.
هدفت الدراسة إلى تقييم الفعالية المضادة ﻹلتهاب المفاضل للمستخلص الإيثانولي لنبات فرشاة الزجاج في نموذج تجريبي ﻹلتهاب المفاصل المُحرض بالكولاجين. كما سعت الدراسة إلى مقارنة فعاليته مع عقار الميثوتركسيت كعلاج قياسي وتقييم تأثيره على المؤشرات اﻹلتهابية (عامل نخر الورم-ألفا، إنترلوكين-1 بيتا، إنترلوكين-6، البروتين المتفاعل-سي، والعامل الروماتويدي) إلى جانب دراسة التغيرات النسيجية المرضية في أنسجة المفاصل.
تضمنت الدراسة إحداث إلتهاب المفاصل في 30 من ذكور الجرذان من نوع ويستار. ومن بين هذه الجرذان، تم ﺇختيار 25 جرذاً أُصيب بإلتهاب المفاصل بنجاح، وتم تقسيمها عشوائياً على خمس مجموعات تجريبية (n=5) لكل مجموعة. تم تصنيف هذه المجموعات على النحو التالي: مجموعة التحكم السلبية، مجموعة السيطرة المصابة بإلتهاب المفاصل، مجموعة معالجة بالميثوتركسيت بجرعة 2.5 ملغم/كغم أسبوعياً، ومجموعتان عولجتا بمستخلص نبات فرشاة الزجاج الإيثانولي بجرعتين 50 ملغم/كغم/يوم و100 ملغم/كغم/يوم على التوالي، وذلك لمدة 28 يومياً. تم إجراء تقييمات أسبوعية لمراقبة وزن الجسم وسُمك الكف ومؤشر إلتهاب المفاصل. كما تم قياس المؤشرات الحيوية في المصل، بما في ذلك عامل نخر الورم-ألفا، الإنترلوكين-6، الإنترلوكين-1 بيتا، البروتين المتفاعل-سي ، وعامل الروماتويد. تم ﺇستخدام تقنية تفاعل البوليميراز المتسلسل لتقييم تعبير عامل النسخ النووي كابا بي في النسيج الزليلي. بالإضافة إلى ذلك، تم إجراء تحليل نسجي مرضي لأنسجة مفصل الركبة لتقييم التغيرات التركيبية.
أظهرت النتائج أن العلاج بمستخلص نبات فرشاة الزجاج بجرعات (50 و100 ملغم/كغم) أدى إلى ﺇنخفاض ملحوظ في تورم الكف وفي درجات مؤشر ﺇلتهاب المفاصل (p<0.05) مع إستقرار وزن الجسم مقارنةً بالجرذان في مجموعة السيطرة المصابة بإلتهاب المفاصل، مما يشير إلى إنخفاض الإلتهابات. علاوة على ذلك، أظهرت المجموعات المعالجة إنخفاضاً كبيراً في مستويات السيتوكينات المسببة للإلتهاب (عامل نخر الورم-ألفا، إنترلوكين-1 بيتا، إنترلوكين-6) والعامل الروماتويدي والبروتين المتفاعل-سي (p<0.05)، مما يعكس الخصائص القوية المضادة للإلتهاب والمُعدّلة للمناعة التي يمتلكها المستخلص. فضلاً عن تثبيط في تعبير العامل النووي كابا- بي في النسيج الزليلي، وكانت هذه النتائج مماثلة لتأثير الميثوتركسيت. وأكد التحليل النسيجي المرضي هذه النتائج، حيث كشف عن تحسن كبير في سلامة المفاصل، بإنخفاض الإلتهاب، وتقليل فرط تنسج الغشاء الزليلي، وتراجع تضرر الغضاريف.
أوصت الدراسة بإجراء مزيد من الأبحاث لإستكشاف الإمكانات العلاجية لمستخلص نبات فرشاة الزجاج، مع التركيز على ضرورة دراسة تأثير الجرعات الأعلى، وتقييم سلامته على المدى الطويل، وتوضيح الآليات الجزيئية الكامنة المسؤولة عن خصائصه المضادة للإلتهاب والمعدّلة للمناعة. بالإضافة إلى ذلك، دراسة التأثيرات التآزرية المحتملة لمستخلص نبات فرشاة الزجاج عند إستخدامه بالتزامن مع العوامل الدوائية التقليدية تقييماً شاملًا.