ناقشت كلية الصيدلة في جامعة بغداد رسالة الماجستير الموسومة “الخوض في العناصر المؤثرة على قبول العلاج لدى المرضى الذين يعانون من تعاطي المواد المخدرة في العراق: دراسة مختلطة المنهج” للطالبة سارة حازم مسلم ومشرفيها الأستاذ المساعد الدكتور علي عزيز علي التدريسي في فرع الصيدلة السريرية والأستاذ المساعد الدكتور هدير اكرم العاني من كلية الطب ديفيز/ جامعة كاليفورنيا. الولايات المتحدة الامريكية.
هدفت الدراسة إلى تقييم العوامل المؤثرة على قبول العلاج بين المرضى الذين يعانون من إضطراب إستخدام المواد المخدرة من وجهات نظر المرضى ومقدمي الرعاية الصحية (الأطباء والممرضين)، وذلك بإستخدام منهجية مختلطة تجمع بين الجانب النوعي والكمي، مع توظيف إطارين نظريين مهمين:
- نموذج المعتقدات الصحية (Health Belief Model – HBM) لفهم العوامل النفسية والاجتماعية من وجهة نظر المرضى.
- نموذج SEIPS (Systems Engineering Initiative for Patient Safety) لتحليل العوامل التنظيمية والإدارية من وجهة نظر مقدِّمي الرعاية الصحية.
شملت الدراسة جمع بيانات نوعية من خلال مقابلات شبه منظمة وجهاً لوجه مع 33 مريضًا و28 مقدِّم رعاية صحية في مركز القناة للتأهيل الاجتماعي ومستشفى العطاء لعلاج الإدمان والتأهيل النفسي في بغداد، بالإضافة إلى مراجعة السجلات الطبية وسجلات المتابعة لـ 470 مريضًا (غطت مراجعة سجلات المرضى سنة كاملة بعد دخولهم المستشفى).
أوضحت النتائج إن أربع مجالات من نموذج الإعتقاد الصحي مرتبطة بشكل قوي بدافع المريض للإنخراط الأولي والإلتزام بالعلاج. أدرك المرضى فوائد العلاج (تحسين الصحة البدنية والعقلية وإستعادة العلاقات الأسرية)، والإشارات للعمل (برنامج وطني عن الحالات المتعافية وتأثيرات الأسرة والأصدقاء والقضايا القانونية)، والمعايير الإجتماعية الجيدة (دعم الأسرة)، والظروف المساعدة (الحفاظ على الخصوصية، وتوفر العلاج المجاني، والمساعدات المالية الحكومية للمرضى المتعافين). من ناحية أخرى، كانت العوائق المدركة عائقًا أمام البحث عن العلاج، بما في ذلك نقص الوعي بمراكز العلاج، والخوف من العواقب القانونية، والحواجز النفسية. بالإضافة إلى ذلك، كان لدى المرضى قابلية عالية للإنتكاس بسبب سهولة الوصول إلى المخدرات وتكلفتها المنخفضة.
إن توفير طاقم متخصص وتدريب مستمر، والإستشارات النفسية، وبيئة علاجية وترفيهية مريحة، وتحسين الموارد والسياسات لضمان المتابعة المنتظمة بعد الخروج من المستشفى هي عوامل تنظيمية تساعد المرضى على قبول العلاج. من الناحية الكمية، أظهرت التحليلات أن المرضى الأصغر سنًا ومدة الإدمان القصيرة وعدد زيارات المتابعة بعد الخروج كانت مرتبطة بإكتمال فترة العلاج بنسبة أعلى، مع وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين عدد الزيارات والإمتناع عن التعاطي على المدى الطويل.
أوصت الدراسة بأهمية تطوير مراكز علاجية جديدة، وتدريب الكوادر الطبية، وتعزيز المتابعة بعد الخروج من المستشفى لزيادة فرص تعافي المرضى، كما أشارت إلى ضرورة رفع مستوى الوعي المجتمعي حول الإدمان وتقليل الوصمة الاجتماعية المرتبطة به.