ناقشت كلية الصيدلة رسالة الماجستير الموسومة ” دراسة الجدوى الاقتصادية والعبء الإقتصادي لمعالجة مرض نزف الدم الوراثي (الهيموفيليا) في العراق: دراسة مستندة على بيانات المستشفى”، للطالبة براء غني عبد الرحيم ومشرفيها الأستاذ المساعد الدكتور علي عزيز علي في فرع الصيدلة السريرية والدكتورة صفا محمد شوكت أخصائية أمراض الدم السريري في مستشفى حماية الأطفال/ مدينة الطب.
هدفت الدراسة الى إجراء تقييم شامل للعبء الإقتصادي لمرض الهيموفيليا من منظور كلٍّ من الحكومة والمريض، من خلال تحليل التكاليف الطبية المباشرة وغير المباشرة، إلى جانب تقييم العبء الواقع على مقدّمي الرعاية من عوائل المرضى، فضلاً عن دراسة الجدوى الإقتصادية للعلاج الوقائي الحديث عبر مقارنة الإيميسيزوماب بالعلاج عند الحاجة بإستخدام العامل السابع المنشط (rFVIIa) لدى مرضى الهيموفيليا A الشديدة المصحوبة بمثبطات، ومقارنة الإيميسيزوماب أيضًا بعامل التخثر الثامن لدى مرضى الهيموفيليا A غير المصحوبة بمثبطات.
تضمنت الدراسة ثلاث مراحل رئيسية: المرحلة الأولى: تحليل تكلفة المرض بأثر رجعي لتقييم العبء الإقتصادي للهيموفيليا A وB وA مع المثبطات، وشمل التكاليف الطبية المباشرة وغير الطبية وغير المباشرة من منظور الحكومة والمريض. المرحلة الثانية: دراسة مقطعية لتقييم عبء مقدّمي الرعاية من عوائل المرضى بإستخدام النسخة العربية المُعتمدة من إستبيان العبء زاريت (ZBI-12). المرحلة الثالثة: تحليل دراسة الجدوى الإقتصادية من خلال مقارنة بيانات ما قبل وما بعد التحول للعلاج الإيميسيزوماب لمرضى الهيموفيليا A مع أو بدون مثبطات ممن إنتقلوا من العلاج عند الحاجة rFVIIa أو العامل الثامن، مع قياس النتائج بناءً على معدل النزف السنوي، وعدد زيارات الطوارئ، وسنوات الحياة المعدّلة حسب الجودة (QALYs).
أظهرت النتائج ان عوامل التخثر هي المحرك الرئيس لتكاليف علاج الهيموفيليا، مع إرتفاع كبير في التكاليف لدى المرضى المصابين بالمثبطات. كما تسهم التكاليف غير الطبية وغير المباشرة في زيادة العبء الإجمالي، مما يؤكد الحاجة إلى العلاج الوقائي وتوفير العلاجات الحديثة. أظهر الإستبيان إرتفاع عبء مقدّمي الرعاية من عوائل المرضى (خاصة الامهات) ، نتيجة الضغط النفسي، صعوبة التوفيق بين المسؤوليات والتحديات الصحية لأبنائهم. أثبت الإيميسيزوماب تفوقًا سريريًا وإقتصاديًا واضحًا على rFVIIa، من خلال تحسين جودة الحياة وخفض التكاليف العلاجية، مما يجعله خيارًا فعّالًا من حيث التكلفة لدى مرضى الهيموفيليا A مع المثبطات في البيئات محدودة الموارد. من ناحية اخرى ورغم أن الإيميسيزوماب حسّن جودة الحياة بشكل كبير لدى مرضى الهيموفيليا A بدون مثبطات، إلا أن تكلفته المرتفعة مقارنة بالعامل الثامن تجعله علاجًا ذا قيمة سريرية عالية ولكن بعبء إقتصادي كبير جدا وليس ذو جدوى إقتصادية لوزارة الصحة في حالة إستخدامه لمرضى الهيموفيليا A وليس لديهم مثبطات.
أوصت الدراسة بزيادة تخصيص الميزانية لعلاج الهيموفيليا لضمان إستدامة توفير عوامل التخثر، ودمج نتائج دراسات عبء المرض (COI) ضمن السياسات الصحية الوطنية، وتطوير نظام وطني للبيانات الصحية يشمل السجلات والملفات الطبية الإلكترونية، إلى جانب تقديم دعم مالي وإجتماعي للأسر ومقدّمي الرعاية للتخفيف من العبء الإقتصادي والنفسي، مع إعطاء الأولوية لإستخدام الإيميسيزوماب لدى المرضى المصابين بالمثبطات.








